عن إرشاد المفيد رحمه الله تعالى : ص٢٧٧ : قال : كان أبو الحسن موسى عليهالسلامأعبد أهل زمانه ـ إلى أن قال : وروي أنه كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ، ثم يعقب حتى تطلع الشمس ، ويخر لله ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتى يقرب زوال الشمس. وكان يدعو كثيراً فيقول :
اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوْتِ ، وَالْعَفْوَ عِنْدِ الْحِسَابِ. ويكرر ذلك.
وفي دلائل الإمامة : ص٣١٠ ، قال : وكان يُدعى (العبد الصالح) من عبادته واجتهاده. وقيل : إنه دخل مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسجد سجدة في أول الليل ، وسمع وهو يقول في سجوده : عَظُمَ الذَنْبُ مِنْ عَبْدِكَ ، فَليْحَسُنْ العَفو مِنْ عِنْدكَ ، يَا أهلَ التَقْوى ، وَيَا أهْلَ المْغفِرَة. وجعل يرددها حتى أصبح.
وروي عن سليمان بن حفص المروزي قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام في سجدة الشكر فكتب إليَّ : مائة مرة : شُكراً شكراً ، وإن شئت : عفواً عفواً.
وفي (الكافي : ج٣ ص٣٢٥) عن محمد بن سليمان عن أبيه قال : خرجت مع أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام إلى بعض أمواله ، فقام إلى صلاة الظهر ، فلما فرغ خر لله ساجداً ، فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه :
رَبِّ عَصَيْتُكَ بِلِسَانِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لأَخْرَسْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِبَصَرِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لأكْمَهْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِسَمْعِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لأَصْمَمْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِيَدِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لَكَنَعْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِرِجْلِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لَجَذَمْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِفَرْجِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ لَعَقَمْتَنِي ، وَعَصَيْتُكَ بِجَمِيعِ جَوَارِحِيَ الَّتِي أنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ وَلَيْسَ هَذَا جَزَاءَكَ مِنِّي.
قال : ثم أحصيت له ألف مرة وهو يقول : الْعَفْوَ الْعَفْوَ.
قال : ثم ألصق خده الأيمن بالأرض فسمعته وهو يقول ، بصوت حزين :
بُؤْتُ إلَيْكَ بِذَنْبِي ، عَمِلْتُ سُوْءَاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِرْلِي فَإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُنُوبَ غَيْرُكَ يَا مَوْلاَيَ. ثلاث مرات.
ثم ألصق خده الأيسر بالأرض فسمعته يقول :
ارْحَمْ مَنْ أَسَاءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكَانَ وَاعْتَرَفَ. ثلاث مرات ثم رفع رأسه.